top of page

أحضان مكة

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 2, 2019
  • 1 min read

ree

أغبطكم، أفرح لكم ومعكم، وأنتم تغادرونا إلى أطهر بقاع الأرض، أغبطكم على الرهبة والإجلال لهذا المكان، بل هنيئاً لكم بالأمن والأمان ؛ فلا قلق ولاحقد ولا محل للمهدئات...، وهناك في أحضان مكة وفي قلب روضة الحبيب ستشعرون براحة نفس لا توصف .. وستستيقظ طاقاتكم وعزائمكم، فتسعون ماشين أو مهرولين أميال وأميال بلا تعب، عندئذٍ ليتكم تدركون أن الفريضة المقدسة ما هي إلا علاج نفسي ناجح ، قوامه قراءة القرآن ، علاج دون طبيب ؛ قوامه أن تدفع بالتي هي أحسن فلا تشاحن ولا رفث ولا جدال ... بل نصر للمروءة والأدب ... كل هذا يتحقق لك بذكر الله الذي بذكره تطمئن القلوب ..

هناك ياأخي إنتهز فرصة لا توهب -كما يقول العارفون- إلا عن موعد من حضرة المعز، فصل وأبتهل بلا كلل، واذرف دموع المنتظرين للقاء الغفور، واجعل شرابك وغذاؤك زمزم الطهور، وإذا كان بك مرض أو علة فاعلم أن الصلاة وتأمل الذات العليا الإلهية واستلهام العون والرحمة منه عز وجل تحدث تغييرات إيجابية في الأعضاء وتساعد على الشفاء.. وما أدركه علماء الأمس وحققه علماء اليوم، هو ما يفعله حجيج الله وقد فروا إلى الله، وتحصنوا ببيته، وقرة أعينهم في الصلاة، وهو ما يجب أن يكون منهجنا بعدما أحاطت بنا الهموم وألمت بنا الكوارث والأزمات، أصبحنا نشعر بالوحدة والإكتئاب حتى وسط الجماعة!

وفي مكة داوم على ذكره، لأنه أحب إليك من كل ما سواه .. وتوحيدك إياه سيغلق دونك كل أبواب الشرور، وستملك بين يديك أسرارما يمرض القلوب .. بشرط أن تقلل الكلام .. تعبده صامتا فلا تلهج إلا بذكره ... واجتهد في الدعاء.. وتزود من النفحات حتى لا تعود من تلك الرحلة المباركة خالي الوفاض .. نعم عليك بزاد التقوى لرب ليس بغافل عن شيء.. عليك أن تعود إنسانا آخر.


د.سمير غويبه

نشرت بالمراة اليوم


Comments


bottom of page