شفاك الله
- Dr. Samir Ghoweba

- Sep 2, 2019
- 1 min read

شفاك الله أخي، إعلم - وأنا أقرأ اليأس في عينيك – أن ما تقاسيه هو إيتلاء بالمرض، هو إختبار لك ، ليرى المولى كيف تشكره فيما تحب وهل تصبر فيما تكره؟
وتأكد أن الله عز وجل لا يقضي شيئاً إلا وفيه الخير والرحمة لعباده ، وفيه الحكمة التي يعجز عن إدراكها العقول، واعلم أن عبودية الضراء هي الصبر ، نعم يقلب الله الأحوال على العبد حتى يتبين صدق عبوديته.
وقد يكون مرضك تكفير لذنوبك، التي اقترفتها بقلبك ولسانك و بسائر جوارحك، وليتك تدرك أن تعجيل العقوبة للمؤمن في الدنيا خير له حتى تكفر عن ذنوبه، فيلقى الله سالماً منها. وهو ما عبر عنه الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم قائلاً: " حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه".
بل يغيب عن الكثيرين حقيقة مهمة وهي أن المرض –كغيره من المصائب- قد يرد العبد الشارد عن ربه، ويذكره بمولاه بعد أن كان غافلاً عنه ويكفر عنه معصيته بعد أن كان منهمكاً فيها!، عندئذٍ يستشعر ضعفه وذله وفقره إلى الله، ويتذكر تقصيره في حقه، وتفريطه في جنبه، فيعود إلي من لا غنى عنه نادماً ذليلاً متضرعاً.
فتذكر-أخي- شفاك الله نعمه عليك ، كم دفع عنك من مكروه، نعم كثيرة تغفل عنها في حال صحتك، وقد انغمست في التمتع بها، فإذا أسرك المرض وأضعفك البلاء، تذكرت ما كنت ترفل به من نعمة قبل مرضك!
وعندما تمرض تتذكر إخوانك المرضى الذين نسيتهم، وقصرت في حقهم، وغفلت عن الدعاء لهم، والبحث عنهم. عندما تمرض يرق قلبك وتتطهر روحك من الكبر والخيلاء والعجب والحسد، وليس أمامك سوى حلاوة الخضوع لله ، والتواضع لعباده، ، فالبلاء تقبل به حينئذٍ، خيراً له من نعمة تنسيك ذكره.
سمير غويبه






Comments