top of page

!عندما تبكي السماء

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 2, 2019
  • 2 min read

ree

في لحظة بكت فيها السماء حملا الضحية في سيارتهما، وانطلقا إلى المهندسين، حملاه بين أيديهما وتسللا إلى مدخل المسجد الشهير، وعندما وجدا الفرصة سانحة بعدم وجود أحد ألقيا به واندفعا إلى السيارة دون نظرة وداع وهربا!

وأصارحكم بأنني لم أجد كلمات أعبر بها عن ألمي وأنا أقرأ بصحفنا بأن مدرساً وزوجته تخلصا من طفلهما المعاق على باب المسجد وادعيا لدى الشرطة إختطافه بعدما يئسا –على حد قولهما- من شفائه ونفقات علاجه الباهضة. حمل المارة الصغير واودعوه دار الأيتام على بعد أمتار من منزل أبويه!

وما حدث هو صورة قاتمة لصدمة أسرة عربية قدر الله لها أن يكون لديها طفل معوق، وهي صدمة تكابدها الأسرة منذ اللحظة الأولى لإكتشاف إختلاف طفلهم عن أطفال الآخرين! هي لحظات مروعة، إنقلب فيها حدث إنتظره الأب والأم بشوق وترقب إلى كارثة إنهارت بها أحلام السعادة في عالم رسماه لطفل تصوراه أنه الأمثل في العالم! ساعات يأس لا توصف تتأرجح بين القبول والرفض، بين تحمل المسؤولية والهروب، بين التسليم بمشيئته تعالى والشعور بالذنب والمرارة.

وأزعم أنه لو كان لدينا رؤية واضحة لمساعدة الأسر المنكوبة، لما سمعنا عن هذه القصص المؤلمة، ولا رأينا مئات الأمهات الهائمات يتسولن بأطفال معاقين في كثير من بلادنا! لو كنا نملك نظرة شاملة توفر فرصاً تأهيلية مبكرة للأسر في بيوتها، لما شهدنا آلافاً من الأطفال في بلادنا يواجهون عقوبة المؤبد في مؤسسات خاصة لمجرد أن إرادة الله شاءت أن يكونوا معاقين!. ما حدث يدعونا إلى مساعدة أسر المعاق على تجاوز صدمتهم فلا تطول، نعلمهم كيف يبنون منه عضواً فعالاً، كيف يترجمون حبهم إلى ثقة تعزز مواجهته العالم من حوله !

ولكل مكلوم بمعوق، إحتسب يا أخي الأمر عند الله، واعلم أن الأمل له هو الحياة، وقبلما تفكر في التخلص منه تذكر أنه روح ومشاعر، بل يمكنك أن تصنع منه بطلاً في المستقبل.


سمير غويبه

نشرت بالمرأة اليوم

Comments


bottom of page