ينابيع العمر
- Dr. Samir Ghoweba

- Sep 2, 2019
- 1 min read

ثمة من يرى أن كبار السن هم عبء لا يحتمل على ذويهم ، وأنهم غير منتجين وعالة على الآخرين. هذا الرأي ناقشته الكاتبة «بيتي فرايدان » صاحبة كتاب «ينابيع العمر» والتي قالت: "إنها رؤية عديمة الإنسانية، وخالية من الرحمة ، ولكن- للأسف-هناك في الغرب من يؤمن بها !"
وأزعم أن الاهتمام بضرورة إنشاء دور العجزة والمسنين يمثل قبولاً لفكرة أن الكبار هم فعلا عبء!
وقبل أيام نشر في الصحف بأن قلة الأطباء هي أهم مشكلات المسنين، وأن بلادنا العربية تعاني نقصاً حاداً في أعداد أطباء الشيخوخة، لماذا؟،- والإجابة معروفة- وهي أن الأطباء لا يقبلون على التخصص في مجال الشيخوخة بسبب قلة مرددوه المادي، ورغم هذا فإن بعض الأطباء يعلنون بأن مرضاهم الكبار يثرون حياتهم كل يوم لأنهم يقدرون كل شيء صغير يفعلونه لأجلهم.
ولو علمنا أن دور المسنين في الولايات المتحدة على سبيل المثال لا تستوعب سوى5% فقط من الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة بينما 95% لا يجدون مأوى ، أين يذهبون؟
وأرى أن أوضاع المسنين في بلادنا العربية لاتختلف كثيرا عما كان يحدث في كثير من الغرب قبل عشرين سنة! ، ولكنهم كثفوا الجهود حول قضية المسنين ونشروا الوعي، فأصبحت الرعاية المتكاملة من خدمات صحية واجتماعية ونفسية تشمل الكثير منهم وأسرهم.
وأرى أن يلتفت العالم العربي نحو عمل عربي متكامل لتشابه الظروف فيؤسس معهد للمسنين وعلوم الأعمار، مع الدعوة إلى تقديم الخدمات للمسنين في منازلهم يأقل التكلفة، ومن ثم إعداد الطبيب والممرضة وجليس المسن إعدادا ًمتخصصا، بل أتمنى أن تختفي من على صفحات صحفنا نماذج الهجر والجحود والعدوان على كبارنا، من أصحاب الفضل علينا.
وعلى الأطباء في كل مكان أن يمحوا الفكرة التي رسخوها لدى الجميع بأن كبار السن هم مرضى، ومن ثم فإنهم أناس يستحقون الشفقة!
سمير غويبه






Comments