!!بركاتك يا شيخ أحمد
- Dr. Samir Ghoweba

- Sep 19, 2019
- 1 min read

من داليا عادل إلى الدكتور سمير، رسالة حملها إليَ "البريد الإلكتروني"، لتكتمل لدىَ منظومة البريد المزعج والمتطفل، ببريد أكثر سذاجة، يروج لخرافة مفادها أن إنتقاماً ولعنة ستحل بالمرء الذي يتقاعس عن تنفيذ وصية صيغت بلغة ركيكة ، وتحمل إسم "الشيخ أحمد" حامل مفاتيح الحرم أو خادم الحجرة النبوية!، وفيها يطلب مرسلها تصوير "حلم الشيخ أحمد" عشرين نسخة، ثم توزيعها على المقربين، ومن كتبها وكان فقيرا أغناه الله، أو مديونا قضى الله دينه، ويحرم من لا يصورها من شفاعة الرسول ، بينما ينال منفذها قصراً في الجنة!
وفي الصباح جاءت إلى مكتبي إحدى الممرضات وقد تملكها الهلع والرعب، وتطلب تصوير عشرين نسخة من الرؤيا المزعومة، أمسكت بالورقة ومزقتها، فارتعدت وكادت يغشى عليها، ولكني قرأت الإرتياح في عيون الآخرين ممن تملكهم الخوف من لعنة ستحل بمن يهمل الوصية المزعومة! ولكن ما أثار ألمي مساءً هي مئات النسخ من الوصية المزعومة، وقد دست بين المصاحف وعلى أبواب مساجدنا أيام التراويح، وساهم في ترويجها سهولة التحميل عبر البريد الإلكتروني للآلاف بضغطة مفتاح!
ورغم ما يبدو من نية حسنة وراء محتوى الرسالة، التي استقطبت إهتمام العامة، حيث وصفت بعض أحوال الغفلة في أمتنا، إلا إنها بلا شك أمر مستحدث وترويج للبدع وترويع للناس، وربط مصائرهم وأرزاقهم بشروط ساذجة وسطحية، فالوصية لم تناشد الناس العودة إلى الله، بل طلبت منهم تصوير ورقة مجهولة المصدر وتوزيعها، وإذا رضخنا للتهديد وفعلنا ما أمرنا به الشيخ فمن يضمن لنا توقف الوصايا الكاذبة الأخرى ورسائل التهديد المشابهة، ثم خروج العشرات بل المئات مثله تروج لأحلام سعيدة وغير سعيدة، يروجها ممن يفترون على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لم يبعث منتقماً أو لعاناً في حياته أو مماته، وهو المرسل رحمة للعالمين، ترجى شفاعته بنهجه الشريف، لا بصكوك للغفران.
نشر بالديوان
سمير غويبه






Comments