top of page

!نأسف لهذا الخطأ

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 2, 2019
  • 2 min read

ree

هل ضقت ذرعاً بوضعك الإجتماعي وتريد عائلة جديدة ذات مال وجاه، فقط عليك أن تستثمر "فوضى المواليد" في مستشفياتنا، وتجرب حظك –لا سمح الله- وتجري تحليلاً وراثياً فربما عثرت عن ضالتك ونلت مطلبك!

هل تخيلت نفسك يوماً ما مكان الأب الذي إكتشف صدفة أنه يحمل طفلاً لا ينتمي إليه، فسأل الممرضة: لماذا كتبتم اسم الأم خطأ؟ فنظرت للسوار وقالت مرتبكة: "هذا ليس ابنكم"، سنحضر لكم إبنكم، وأضافت ببساطة: "نأسف لهذا الخطأ"! نعم كنت أظن أن تبديل المواليد هو جزء من خيال السينما القديمة، ولكنه تحقق على أرض الواقع ، بقصص إهمال عبثية تستحق المحاسبة.

كنت أظن ذلك مستحيلاً حتى سمعنا بقصة علي التركي، ويعقوب السعودي الذين تم تبديلهما خطأً، فنشاْ علي وسط أسرة سعودية بينما نشأ يعقوب وسط أسرة تركية!

أوهذا الزوج الذي أُخبر بأن زوجته وضعت توأما أنثويا إلا إنهما توفيتا فور الولادة، وفيما كان يجهز طفلتيه للدفن فوجئ بأن إحداهما (ذكر)، مما قد يعني وجود إحدى طفلتيه على قيد الحياة وسط أسرة أخرى!. وعلى غرارالثكنات الحربية بدأت مستشفيات عربية في فرض إحتياطات أمنية بأقسام الولادة؛ غرف مراقبة، وكاميرات على المنافذ وبصمة لفتح أبواب الحضانات!

وأرى أن فوضى عنابر الولادات قد تدفع أقارب المولودين "موتى" نحو الشك بالسؤال: هل أٌستبدل طفلهم الحقيقي بآخر ميت أو معاق ثم بيع من أجل المال، ومن ثم يصممون على إجراء فحص الحمض النووي لإثبات نسب الطفل!. بل ما أخشاه في ظل الفوضى الحالية هو أن نصل إلى وقت تطالب فيه كل أسرة مولود جديد أن يجرى الفحص لإثبات النسب، وقطع الشك باليقين.

و إحتواء الموقف لا يقتصر على تسليم الطفل إلى ذويه ولكن يتطلب تأهيلاً نفسياً لضحايا التبدل وأسرهم لتجاوز هذه المحنة! علينا أن ننتبه جميعاً فمسلسل الإهمال يحمل كوارث إنسانية مخلفاً أسر مكلومة أوأنساباً مخلوطة، وسوف يساهم في فقد الثقة بالمستشفيات!


سمير غويبه

نشرت بالمرأة اليوم

Comments


bottom of page