مس دي

"مس دي"، هو إسم حركي لمراهقة من أيرلندا " حامل في أربعة أشهر، ناضلت للحصول على حكم بالسفر إلى بريطانيا من أجل التخلص من حمل غير مرغوب، وإجهاض جنينها، بعد أن أثبتت الفحوص أنه يعاني من ضمور شديد بالمخ، ولا يحظى بفرصة في الحياة!

ذكرني ذلك بحكم غريب كان الأول من نوعه ،صدر لصالح شاب فرنسي يعاني من إعاقة ذهنية وصمم وشبه عمى بأحقيته في التعويض لأن والدته لم تخضع لعملية إجهاض بعدما أخطأ طبيبها في تشخيص إصابتها بالنخالة الوردية أثناء الحمل .. وادعت عائلة الشاب أنها كانت ستختار الإجهاض لو علمت بالأمر، مما أثار الحكم غضب المحامين الذين أعلنوا أنها سابقة أولى تنذر بعواقب مستقبلية متمثلة في دعاوى قضاثية لن تنتهي، حيث إن الحكم اعتبر الحياة تشكل ضررأ يمكن إصلاحه، ولأول مرة يمنح معوق تعويضا لأنه جاء للحياة!

والإجهاض محور جدل كبير في بريطانيا التي تشهد تناميا مقلقا في معدلات الاغتصاب وحمل المراهقات ، بل شهد الخلاف منعطفا أخلاقيا عندما أفادت تقارير علمية تؤكد أن الجنين في مرحلة تكونه وتطوره يشعر بالألم، بل قد يفزع عند تعرضه للإجهاض وهو ما صوره فيلم حقيقي اقشعرت له أبدان من شاهدوه، عندما رأى الناس الجنين يهرب من آلات الجراح أثناء تعرضه للإجهاض، نعم كان الفيلم صدمة لكل من شاهده !

ويعارض خبراء الكلية الملكية للعقم إحساس الجنين ويدعون أنه من المستحيل للجنين أن يحس بالألم قبل 26 أسبوعا، وتجري عمليات الإجهاض في أمريكا وبريطانيا قبل حلول الأسبوع الرابع عشر من الحمل، وتبدي الشريعة الإسلامية رأيا قاطعا في قضية الإجهاض .. إذ تحرم الإجهاض بأي وسيلة متى نفخت الروح في الجنين وصارت له ذاتية الإنسان وحقوقه الضرورية إلا إذا دعت الضرورة عملا بقاعدة " يزال الضرر الأشد بالضرر الأخف " والله أعلم.

سمير غويبه