top of page

!قطط مشوية

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 2, 2019
  • 2 min read

ree

عاشت قرية مصرية مأساة حقيقية، حيث تعرضت للاحتلال من جانب الفئران. وقد بلغ الحصار إلي درجة أن الفئران أصبحت تهاجم الرجال والنساء والأطفال، وأكلت الزرع والحيوان، بل تحولت جدران المنازل إلي سراديب وجحور مظلمة مخيفة، تسكنها الفئران التي حولت الأراضي الزراعية إلي ممرات وأنفاق لها.

و فشلت جهود الأهالي لمقاومة الفئران، التي كادت أن تفتك بطفلة رضيعة، وأصبحت حياة القرية من بعد غروب الشمس جحيما لا يطاق، ولم يعد أصحابها ينامون خشية مهاجمة الفئران لهم، وماذا عن القطط؟ الأمر الذي لا يصدق أن القطط هجرت القرية خوفا من الفئران!

كانت القرية قبل أن يسكنها الناس قبل ما يزيد عن مائة وخمسين عاماً، مرتعاً لسكان الجبل من الثعابين والأفاعي والعقارب، والتي تعمد الناس القضاء عليها والمتاجرة بها، ليعلن الجرذان فوزهم بمعركة البقاء، ليدخلوا في حرب جديدة مع السكان الجدد الذين زحفوا على تلك المنطقة لخصوبة أرضها.

وفشلت المبيدات وبدأت جيوش الجرذان في تنظيم غزوات انتقامية ربما لطرد السكان الجدد الذين شاركوها من دون إذن! والمتأمل للطبيعة في أنحاء المعمورة سوف يكتشف أن الخطورة تكمن عندما تفقد حلقة مهمة في التوازن الطبيعي الذي خلقه المولى المدبر لصالح الإنسان، تنهار البيئة!

صورة أخرى للتوازن المفقود، لا تخلو من طرافة بل تبعث على الضحك، فالفيتناميون يتمتعون الآن بشواء القطط والثعابين على الفحم لاعتقادهم بفوائدها العلاجية الخاصة، بل عليهم أن يحجزوا أطباقهم من القطط السوداء قبل أيام من ارتياد المطاعم، وكان على أصحاب المطاعم أن يقوموا بمطاردة جماعية وتصفية جماعية للقطط في الشوارع والحقول ، واختفت الثعابين أيضاً معها، وفجأة بدأت نذر الخلل البيئي، فقد ترعرعت الفئران، عندما اختفت الأعداء الطبيعية، وتزايدت بشكل مخيف، فدمرت ملايين الهكتارات من الأرز والذرة، وفشلت كل المبيدات والفئران مازالت تسرح وتمرح!

وعلى الفيتناميين أن يغلقوا كل مطاعم أطباق القطط، وإذا واصلوا اليوم قتل القطط ليتغذوا بها فإن عليهم أن يأكلوا الفئران في أحد الأيام!


سمير غويبه

Comments


bottom of page