!تفتيح المخ
- Dr. Samir Ghoweba

- Sep 2, 2019
- 1 min read

ما أكثرها اليوم الحكايات المثيرة من الطمع والفساد، الذي أصبح مرادفاً لحياتنا اليومية ، فلقد وجهت النيابة في مصر تهمتي الغش في التوريد والتصنيع والتربح لعضو بارز في البرلمان؛ إثر إكتشاف أكياس" نقل الدم" غير مطابقة للمواصفات ومليئة بعيوب فنية، منها مثلاً: إن الإبر المستخدمة في الأكياس إبر بيطرية مخصصة للمواشي!، وقيل أن إن مائة متبرع أصيبوا بالإغماء بسبب تعرضهم للهبوط المفاجئ عقب زيادة كمية الدم المسحوبة بواسطة أكياس أكبر حجماً !، وآخرين إرتفعت حرارتهم على نحو جماعي، ومزاعم أخرى- لا أساس لها- بأن الأكياس تسبب السرطان والفشل الكلوي، حتى جاء تقرير يفيد بـأن الأكياس المعيبة بها هواء و شوائب وعفن بكتيري! وكما هو متوقع دافع أصحاب الحصانة ومصنعو الأكياس المعيبة عن أنفسهم، وادعوا أن هذا مخطط لضرب الصناعة الوطنية يختفي وراءه أعداء النجاح!
وسرعان ما تكلم الصامتون، فتجمعت على مكتب وكيل النيابة خيوط حول تواطؤ عدد من المسؤولين والموظفين داخل الوزارة، مقابل مرتبات شهرية وهدايا عينية، فسهلوا دخول الأكياس المضروبة إلى مخازنها، على سبيل "تفتيح المخ" وهو تعبير عامي وتهكمي يبرر غياب الشفافية!
وتزامنت هذه الضجة مع حكم قاسٍ بالسجن عشر سنوات لأستاذ في كلية الهندسة وآخرين بعدما تقاضوا رشاوي، -" تفتيح مخ" أيضاً- مقابل إسناد مستلزمات طبية غير مناسبة للوزارة! بعد أيام، تفاعلت أزمة التبرع بالدم، وعزف الناس عن التبرع بدمائهم فحزن المرضى المحتاجون للدم ، حيث انخفضت معدلات التبرع بالدم لأقل من 10% وتأجلت مئات الجراحات الكبرى لعدم توافر الدم، تلك السلعة الحيوية و التي لايمكن تخزينها طويلاً. وما يحيرك هو تورط الفئة المميزة من مسؤولين وأطباء في هذه الجرائم، وهم أناس مؤتمنون على أعز ما نملك وهو صحة أبنائنا.
أخلاقنا والمفترض أنها تحمي مجتمعنا في الحاضر والمستقبل تعاني خللاً وغير متطورة!
سمير غويبه






Comments