top of page

....الزوجة العاملة

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 5, 2019
  • 2 min read

ree

حين يعلو ضجيج الآلات وترتفع معدلات الصداع والإرهاق، ويدمر السمع بين جنبات المصانع، فإن أول ضحايا هذا العمل الشاق هي الزوجة العاملة، التي لم تسلم ايضأ وفقأ لأحدث الدراسات من الأمراض العصبية والانقباض وارتفاع ضغط الدم، وعليها أن تخوض صراعا طويلا من أجل الحفاظ على وظيفتها.

والزوجة العاملة في بلادنا العربية هي مقهورة ومعذبة في شوارع مزدحمة وباصات غير صحية ، كما أن عليها أن تقضي ساعات نهبأ لشمس حارقة أو ظروف طقس صعبة انتظارا لوسيلة مواصلات، والزوجة العاملة في مصالحنا العربية أكثر عرضة للمضايقات الكلامية، وعليها أن تقاسي مرغمة الضغوط النفسية والصراع الداخلي، وهذا الصراع النفسي هو أول الطريق نحو المرض النفسي المزمن ، حيث القلق والاعتماد على المهدئات والاكتئاب والرغبة في الانتحار، بل لقد تفوقت السيدة العاملة على الرجل في معدلات التوتر والضغط النفسي، والزوجة العاملة في مكاتبنا تدفع ثمنا غاليا عندما تتعرض للتدخين السلبي أو القهري وهي تعمل في مكان واحد بصحبة المدخنين من الرجال ، وعليها أن تستنشق مجبرة المزيد من الدخان ، إضافة إلى ما تستنشقه من عوادم وأبخرة في الطريق من المنزل واليه ، وهو ما يضاعف احتمال إصابتها بالسرطانات . وهناك قضايا معروفة لسيدات أمريكيات ، يطالبن بالتعويض من شركاتهن بسبب الإصابة بالسرطان بحكم الاختلاط بزملائهن المدخنين الذين يضربون عرض الحائط بكل تعليمات النهي والزجر ضد التدخين .

إن المرأة العاملة في بلادنا وهي تتوارى خلف مكتب لفترات طويلة قد تمتد لسنوات تتبنى نظاما غذائيا خاطئأ ، فتدمن السندويتشات والمكسرات والحلويات ، المصحوبة بأكواب الشاي والقهوة .. تقتل بها الوقت خاصة إذ ا كانت لا تؤدي عملا يشغل كل وقتها.. ولذا فهي أكثر عرضة لأمراض السمنة ، وفقر الدم وهشاشة العظام .. كنتيجة الحرمان من الحديد والكالسيوم الضروريين لصحة أفضل.

والمرأة العاملة التي تصر على الجلوس لفترات طويلة .. هي أكثرعرضة لدوالي الساقين التي تشوههما، والتي يساهم في إحداثها تكرار الحمل .. وغياب ممارسة الرياضة التي تعتبر الحل الأمثل للتخلص من السعرات الزائدة التي تتراكم بعدما تتجاوز ساعات الراحة ساعات المجهود.

أما ما يدعو للشفقة ويعقد يوم الزوجة العاملة، أن تسعى للرزق، وقد تركت زوجا جائعا في البيت، أو خلفت وراءها أفواها وأرانب بين رضيع وطفل ومراهق، ثم تأتي الطامة الكبرى عندما تقضي حواء في طريقها من والى العمل، الساعات الطويلة تطالع واجهات المحال وتشتري السلع دون وعي وهي مسلوبة الإرادة .. وبعد الحماس الذي صاحب عملية الشراء تعود للمنزل. ليبدأ الشعور بتأنيب الضمير ومحاسبة النفس عندما تكتشف أنها لم تكن في حاجة لما قامت بشرائه .. وربما ينتهي الأمر بمشاجرة زوجية طاحنة أولا قدر الله جريمة قتل! وفي اعتقادي أن الزوجة العاملة في بلادنا هي أحوج ما تكون إلى دراسة ووقفة شجاعة تتصدى لمشكلاتها فتحقق استقرارها وتحفظ كرامتها وتسترد عافيتها.


د.سمير غويبه مجلة المرأة اليوم

Comments


bottom of page