الغش في حياتنا
- Dr. Samir Ghoweba

- Aug 31, 2019
- 1 min read
Updated: Sep 1, 2019

ملايين الأطنان من سلع "مضروبة" وأدوية مغشوشة وأغذية فاسدة تضبط سنوياً في بلادنا،هذه الأرقام المفزعة تعكس لك حجم الغش في أسواقنا، بل هي جزء من الغش في حياتنا، الذي استشرى وصار ظاهرة محزنة، تخلف ورائها مئات الضحايا صرعى للتسمم والمرض، فهل أدرك الراكضون وراء المكاسب السهلة ماذا يعني الغش في قطعة غيار لسيارة تجري على الأرض؟، أو لعبة غير آمنة في يد طفل برئ! هل تدبر المتلاعبون في الإمتحانات ماهو مصير الغشاشين الآن، مع الأسف صار منهم الآن الصفوة وأصحاب القرار!
ترى هل هي أزمة قيم، أم نقص في القوانين الرادعة ، أم إنحسار في دور الدين الذي دفع بأحد كبار رجال الإفتاء قبل سنوات ليقول لنا ببساطة: " من حق البنت أن تستعيد عذريتها لكي تتزوج بعد ذلك!" ، وهو غش –بعينه- وتدليس وترويج للفاحشة! وعندما تراجع دور الأسرة أمام طفل تجرع الغش وهو صغير، قدم لنا " مجرم المستقبل" الذي انتهج الغش كوسيلة لتحقيق مكسب سريع، في وجود الفقر الذي أصاب الطبقة المتوسطة وساهم في تفاقم الغش الذي يبرره ويغلفه المجرمون بمسميات مثل " شطارة تجارية "أو " ما باليد حيلة"!
وأذكر لك –بالمرة- أن الغش السياسي قد دمر أمتنا، بل هو أشد خطورة من غش الأفراد، وتداعياته خطيرة ، ويكمن وراء كل هزائمنا ونكساتنا العربية!
بل أزعم أن الغش قد إستفحل في حياتنا بعدما غابت القدوة، وصار البطل المحبوب في أفلامنا هو "الفهلوي الكاذب الذي يلعب بالبيضة والحجر، ومن دونه فهم السذج، ومن ثم سادت ثقافة جريئة في مجتمعاتنا وهي: " بالغش وحده يحيا الإنسان!"
نحن أمام ظاهرة نفسية إجتماعية، تستوجب أن نراجع الكثير في أمور حياتنا، نصحح قيمنا، بل ونغلظ قوانينا المليئة بالثغرات، حتى لا تقع أجيال كاملة فريسة لهذه الظاهرة التي تمارس على نطاق واسع، ربنا يستر!
سمير غويبه






Comments