".... إسترجل وأشرب"

إذا كنت تحلم بدخول "عالم الرجولة" من أوسع أبوابه فعليك أن " تسترجل وتشرب بريل!.. هكذا إقتحم الفضائيات إعلان مستفز رهن الرجولة في بلادنا بمشروب شعير لدرجة أنك لن تستطيع أن تقدم على قص شعرك إلا بعد شرب البريل! ثم لا يكتفي الإعلان بهذا الحد بل يصل إلى قمة الإستفزاز، فترى أحدهم ينهر صديقه الذي أعجب "بفتاة ممشوقة" مرت أمامهم قائلاً له: "الست مش بشخصيتها!" ثم يأمره "إسترجل واشرب بريل!"والإعلان يسخر ويهدر متعمداً كرامة المرأة ويحمل رسالة خبيثة: ملخصها أن " الست مش بشخصيتها ، ولكن بأشياء أخرى!، وأن الرجل الذي يعجب بشخصية المرأة هو ناقص الرجولة!

وهكذا تستمر فضائياتنا في إهدار القيم وتروج لمفاهيم دنيئة للرجولة في إعلان يجب أن يوقف فوراً!

ودعني أذكرك عزيزي القارئ بتلك الإعلانات المستفزة التي غمرت الفضائيات مثل هذا الإعلان في رمضان الماضي والذي حاول بلا كلل إقناع الناس بضرورة الإفطار على أحد المشروبات الغازية ، ناهيك عن إعلانات خادشة للحياء ، لا تخلو من مشاهد مدسوسة للعري، وتستفز مشاعر المستهلك بكل السبل لإمتلاك سلعة ما بغض النظر عن مدى حاجته إليها! . وهذه الإعلانات تشجع الناس على الإستهلاك المفرط مما حول رغبة المستهلك في الشراء "كوسيلة للإشباع" إلى "غاية في حد ذاتها"!، وتأمل أخي كيف يعلن عن المنشطات الجنسية على نحو مستفز وسطحي ، فترى مصمماً للإعلان إستغل الخلافات الزوجية وارتفاع نسب الطلاق في الترويج لهذه المنشطات، وكأن هذه المنشطات الجنسية سوف تنهي مشكلات الأسرة، على الرغم من إن الخلافات الزوجية ليست في الجنس فقط بل قد تعود إلى أمور أخرى!

المشاهد العربي مازال يضجر وهو يجفل من إعلانات إجبارية تقتحم بلا إستئذان أي عمل درامي، وتقطع عليه حديثاً مشوقاً أو لقاءً جاداً!

نحن في حاجة إلى ميثاق أخلاقي للإعلان يحمي الناس، ويوضح لنا ماذا نريد من الإعلان وماذا لا نريد!

سمير غويبه

نشرت بالمرأة اليوم