top of page

!معطف أبيض

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Aug 31, 2019
  • 1 min read

Updated: Sep 3, 2019


ree

لست أدري ما سر هذه "التكشيرة" العريضة التي تكون في استقبالك وانت في حجرة الكشف لدى بعض كبار الأطباء ، الذين لا شك يجهلون أن الإبتسامة هي مفتاح القلوب الدائم!

ومن هؤلاء الكبار من لا يمنحك وقتاً كافياَ ليشرح لك كيف تتناول هذا الدواء أوذاك، أو يخصص لك بضع ثوان ليفتش في همومك النفسية التي قد تكون سراً للداء، ومنهم من يضيق صدورهم، فلا يتحملون سماع أسئلة المريض، فيتسرعون ويتعجلون المريض التالي، وفي محاولة للتخلص من الشخص الذي يتألم أمامه، يدفع له –كمتسول- بوصفة دواء دون إن يناقش معه شكواه، ساعتها يخيل لك أنك أمام منجم وليس طبيب! ناهيك عن التشويش والإرباك ورنين الهاتف ودخول آخرين لغرفة الكشف، فيفشل اللقاء!

وأرى أن طبيب اليوم بات يجهل كيف يتحدث مع مرضاه في إقناع، فيفشل في التواصل معهم، بل يسرع في أحكام خاطئة على مرضاه، وخاصة مرضى الأمراض المستعصية، مما يؤثر سلباً على صحتهم وأنفسهم جسدياً ومعنوياً. كثير من الأطباء غير مؤهلين للتحدث مع المرضى في قضايا هي في الأغلب حساسة وعاطفية، بل هم في حاجة إلى تدريب في فن الإتصال، والمهارات الإدارية.

ليتهم يدركون أن مهنة الطب هي مهنة إنسانية يجب أن تسمو فوق حسابات الدخل وطوابير المرضى، وهي طوق الرحمة والإحسان، وبوابة النجاة للخلاص من يأس الألم وألم اليأس، والمريض يحتاج يداً حانية قبل أن تكون شافية، فعليهم أن يمنحوا الأمل للناس فلا تسود الدنيا أمامهم ، وينتشلونهم من براثن المرض، ويعيدونهم للحياة مجدداً. واذكر هنا كيف حرمت بريطانيا جراحاً بريطانياً من ممارسة المهنة، لفظاظته، بعدما قال لمريضته: " إنك مصابة بالسرطان، وأنا أعاني من الربو، ويجب علينا أن نموت يوماً ما!"

نعم .. جدير بمن يرتدي المعطف الأبيض أن يحمل بين جنبيه قلباً متسامحاً، مفعماً بالحب والرحمة.


سمير غويبه

Comments


bottom of page