top of page

"فالسارتان" والضمائر المغيبة.

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Jul 21, 2020
  • 2 min read

ree

لم أكن اتخيل ان تضارب المصالح قد استفحل ببلادنا حتى باع اساتذة الطب ضمائرهم..ارضاءً لمن يدفع من شركات الدواء على جثث الملايين من المرضى المصريين المهددين بالسرطان....

ففي الاسبوع الماضي لحقت بعدة محاضرات طبية كلها تتحدث عن علاجات الضغط والقلب وفارسها الاول عقار "فالسارتان" الذي تبين تلوث المادة الفعالة بأقراصه بمادة مسببة للسرطان....

للأسف معظم الحاضرين من اطباء وصيادلة لم تكن لديهم معلومات عن مصيبة هي حديث العالم..فقد طلب المحاضر بذكاء رأيهم متسائلا :هل يبدأ محاضرته ليشعر ويمدح في العقار ام سيرفضون بعد الأنباء الاخيرة...؟ وتعاطف الحاضرون عن جهل...بأبعاد الكارثة العالمية...!

وفي ظل الجهل انبرى ممثلو الشركات ومعهم طبيبة ادعت انها تمثل وزارة الصحة ...البعض أعلن منافقاً في سخرية من الغيورين انها مؤامرة من شركات منافسة واخرين طبلوا قائلين: ان الدوا "زي الفل" ومرضانا خارج دايرة الخطر ..!

وانتابني الغضب لحجم المناورة والإفك الذي اسمعه في موءتمر طبي..لا..على مقهى،واضطررت للتدخل لتوضيح الروءية معلناً ومحذراً بان الفضيحة انفجرت بعد تحذير المصنع الصيني قبل ايام من اكتشاف التلوث بمادة NDMA المسرطنة في المادة الفعالة الدواء المنتج وان التلوث ربما يعود لستة أشهر مضت.. وأن الشركة صدرت مادة الأقراص الخام لأكثر من ٢٢ دولة بالعالم والشرق الأوسط...مما دفع منظمات FDA الامريكية و EMA والاوروبية الى التحذير والدعوة لسحب الدواء الأشهر في علاج الضغط.. واكتفت وزارتنا بالمنشورات والتعميمات "الطرية" بطلب سحب عدة اصناف وسط تعتيم عجيب.. وهذا لايكفي وكان الاجدر بوزيرة "الصحة والانتماء والقسم" ان تشكل لجنة تقصي لفحص الدواء المتداول بين ملايين المصريين..لتوضح هل هناك تواجد في صيدلياتنا للمادة القادمة من الصين ام لا؟ ومن ثم تتبع وحصر وتسجيل بيانات كل من تعاطى الدواء المصدر من الصين تمهيداً لتحريك قضايا تعويض في حالة الابلاغ عن ضحايا بالسرطان .. وهذا هو المفترض لحقوق المواطن المسكين المريض اما أمور السلبطة والقرطسة وكل شيء تحت السيطرة وتمام يا فندم ...فكفى لنسترد ادميتنا المهدرة بكل مكان....!

ويبدو في الأفق ان ضغوط ودولارات الشركات العالمية تجتهد للدفاع والتعتيم لحماية منتجاتها....والمحير هو ذلك الموقف السلبي لعلمائنا واساتذة الزمن الرديء في الطب والصيدلة الذين شملتهم الرعاية الخضراء لشركات الدواء العالمية....

وكما أردد طوال حياتي بان اخطر شيء في بلادنا هو "كسر العين" بشراء الذمم وعندئذ لا تجروء الضمائر على نبش المستور وكشف الحقائق...!

الشركات وهدفها الربح تنفق بسخاء فتستأجر المحاضرين "العار" لتسويف الحقائق وحماية مصالحها...فلا تسمع منهم كلمة شفقة نحو مواطنيهم المتضررين..!.

يا سادة ... بلادنا اصبحت مرتعاً لكل الادوية المدمرة ..الملوثة والمغشوشة ومنتهية الصلاحية في ظل الضمائر الغائبة المشتراه والفساد الرهيب...

والنتيجة صرنا أضحوكة العالم بكل المحافل العلمية بعد ان اصبح لدينا بلا منازع اعلى معدل في العالم لامراض السرطان....!

س غ

 
 
 

Comments


bottom of page