طفل للبيع
- Dr. Samir Ghoweba

- Jul 24, 2020
- 2 min read

في زمننا يحدث ما لايصدقه عقل، أمهات تحررن من أمومتهن، وتنصلن من رابطة الدم المقدس والمقابل حفنة من الجنيهات، نعم أم تبيع طفلها!..وقد تبدو جرائم بيع الأطفال كحالات فردية، ولكنها عرفت طريقها إلى بلادنا، بل تحدث كل يوم، بل هناك فرق للبيع المشبوه، تسطر ملحمة سوداء تشوه البراءة وتلعب بمفردات مستقبل من لا ذنب لهم!..فقبل أيام أوقفت الشرطة في مطار خليجي
رجل أعمال وزوجته بتهمة الإتجار بالرقيق؛ حيث إصطحبا طفلين من الهند لتسليمهما لشخص في فرنسا،وقبلها إمرأة باكستانية عرضت طفلها للبيع لقاء خمسة آلاف درهم في عجمان،وربما تتذكر معي قصة الأم التي كانت تعمل في ملهى ليلي، ورغبت في بيع طفلها لأن بكائه يعطلها عن العمل!...وتجسدت لعنة تلك التجارة المحرمة في طبيبة مصرية باعت نفسها للشيطان، وتواطأت في بيع ثلاثة عشر طفلاً في مركز للأيتام ، بعد أن كانت تستخرج لهم شهادات وفاة، وكان يباع الطفل بأسعار تتراوح بين1000 و1500 جنيه، اي -عرض خاص- يتقاسمها العاملون في المركز!والجدير بالذكر أن هناك شبكة دولية للمتاجرة بالأطفال واستغلالهن لأهداف غير أخلاقية.وهي تجارة رائجة تضيع خلالها معالم الجريمة، لأنها تعتمد على وجود وسيط في الشراء والبيع، ومعظم الزبائن هن بالطبع من العاقرات الراغبات في إمتلاك طفل بأي ثمن!، وقد تختلف الأطراف على ثمن البضاعة، فينكشف أمر الجريمة. والإنسانية تتنصل من أرحام من ثلج، يرتكبن جريمة ضد الفطرة، وفعل مشين ولا يشفع في ذلك الفقر الذي يدعي به فاعلها، وهو حجة غير مبررة في الطبيعة الإنسانية أو في القانون، بل يكمن ورائها فساد الطبع، ثم التفكك الأسري، والضغوط المعيشية، وضياع القيم، وأهمها مشاعر الأمومة، عندئذٍ تبحث الأم الضائعة عن حلول للفقر تتنافى مع أمومتها، فتبيع أحد أطفالها لتحصل على ما يسد رمق بقية الصغار، نعم تباع الرضيعة ثمناً لحياة أخوتها الصغار! لذا نحن أحوج إلى حماية أطفالنا من سوق النخاسة والرق، وسد الثغرات أمام التصاعد المشين في هذه الجرائم، فمن العيب أن نشهد جرائم يحركها الفقر، وبيننا ٢٥ ملياردير عربي تلامس ثرواتهم ١٢٥ مليار دولار وفقاً لأحدث إحصائية لأغنى الأغنياء في العالم!
سمير غويبه




Comments