!سمسار ومواطن وطبيب
- Dr. Samir Ghoweba

- Sep 2, 2019
- 2 min read

كم صدمت وأنا أقرأ خبراً لا يصدق وهو أن كهلاً ثرياً في القاهرة قد إصطحب جاره المعاق ذهنياً إلى مستشفى خاص، وطلب من الجراح أن ينزع من جلد المعاق ما يصلح لترقيع جلده المكرمش، وأنه سيكون كريماً مع المتبرع والمستشفى!، يا الله!.. لا أجد عزيزي القارئ وصفاً في قاموس اللغة يستحقه هذا "الشيلوك" العجوز الذي يعتقد مثل الآلاف من أقرانه، أن الأموال والمناصب تضمن الخلود وتقهر الكرمشة رغم أنف الجميع!
وسرعان ما أحسست بالأسى مرة أخرى وأنا أقرأ تصريحات مسئول بمنظمة الصحة العالمية قبل أيام، وهو يعلن:" أن سياحة زراعة الأعضاء تنتعش الآن وخاصة في باكستان ومصر والفلبين، حيث يبيع الناس أجزاء من أجسادهم لغرباء من خلال وسطاء"!!
وتذكرت مخاوفي قبل سنوات في أبو ظبي، والتي حدثت بها الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الأعضاء في مصر حول مافيا تجارة الأعضاء على مقاهي الدقي والدقهلية، وتواطؤ بعض المعامل وأساتذة الطب! وهي جرائم متوقعة تديرها مافيا عالمية لا تعرف الرحمة من أجل توفير قطع غيار بشرية للدول المتقدمة، والتي يموت منها المئات كل أسبوع قبل تلقيهم أعضاء تزرع في أجسادهم، حتى إن مستشفى في إيطاليا قد استأجرت حراساً لحماية الجثث من التعرض لإنتزاع عيونهم قبل مغادرتها المستشفى!
و لا تقتصر التجارة المحرمة على الوساطة في الشراء، بل بل يتصيد المجرمون ضحاياهم لسرقة أعضائهم، مثل الشاب المصري الذي دفع كليته ثمناً لوظيفة، بعدما أوهمه صاحب الشركة الثري بضرورة إجراء بعض الفحوص بمستشفى دولي، ويخضع الشاب لجراحة وهمية سرقت خلالها كليته، واكتشف بعد سنوات أنها ذهبت إلى إبن صاحب الشركة المصاب بالفشل الكلوي!
والآن بعد أن صارت بلادنا سوقاً سوداء لتجارة غير أخلاقية، هل نترك فقراءنا يقدمون أعضاءهم طواعية للأثرياء، الذين يشترون كل شئ؟ ومتى نرى قانوناً أو عقاباً لمرتكبي هذه الجرائم؟
نعم الطمع والفقر وغياب الضمير هم ثالوث مدمر شارك في نسج خيوط هذه الجرائم، وابطالها سمسار يصطاد الضحايا ويقدم أعضاءهم للأثرياء، وثانيهما مواطن مقهور يحلم بوداع الفقر حتى لوباع جزءاً من جسده، وثالثهما طبيب يحلم أيضاً بثراء فاحش، فيزيف المستندات، ويجري بدماء باردة الجراحة المحرمة!
سمير غويبه






Comments