top of page

!دكتور زورو

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 2, 2019
  • 2 min read

ree

ما يدعوني إلى التوقف قليلأ عند الطبيب والدور الحيوي الذي يمثله في أي مجتمع ... حيث أن موقعه دائمأ يتطلب حماية الناس وحفظ صحتهم وكتم أسرارهم .. ولهذا اقترن دوره منذ آلاف السنين بالحكمة والى عهد قريب أطلق الناس عليه في بلادنا لقب "الحكيم". وهو الدور نفسه الذي أدركه الرسول العظيم محمد- صلى الله عليه وسلم فاشتملت رسالته على أحاديث نظمت شؤون الإنسان وأحوال مرضه ومداواته ووقايته وعلاقته بطبيبه .. وفى مواقف عديدة أشار- صلى الله عليه وسلم - إلى أن الطب النبوي جزء لا يتجزأ من السنة المطهرة.

لذا ندر أن تكتشف وأنت تنقب في كتب التراث الطبي العربي، تجاوزا أو سلوكا يصدمك أو تقصيرا مهنيا من جانب الطبيب المسلم ... الذي تفوق على أقرانه، وصنع مجدا طبيا مع ازدهار الدولة الإسلامية .. وذلك على النقيض مما تسمعه وتصدمك أخباره من تجاوزات أطباء اليوم في الشرق والغرب، وآخرها ما حدث قبل أسابيع ...

حيث حفر طبيب توليد "أحمق" الأحرف الأولى من اسمه على بطن امرأة بعد إجراء عملية توليد قيصرية لها، وقد شعر بأنه قام "بعمل راثع"، وهو ما أغضب مريضته فقاضته ... مما دفع المسؤولين إلى التحقيق مع الدكتور "آلان زاركين" الطبيب في مركز "بيت إسرائيل" الطبي في نيويورك والذي أطلق عليه العاملون في المستشفى اسم "دكتورزورو"، بعدما حفر حرفي "أ" و "ز" على جلد المريضة بينما كانت مخدرة ... والتي أعلنت للقاضي أنها بعد العملية، شعرت بأنها حيوان موصوم، وينتظر الدكتور (زورو) والمستشفي حكما عليهما وتعويضا ماليا ضخمأ ..أما ما فعله طبيب كيني قبل فترة فقد لا يصدقه عقل ويندر أن يتكرر، فقد أدى دوره بنجاح وأزال "حبة بقول" من داخل أذن طفلة، وعندما جاء وقت الدفع ساومه أهل الطفلة المريضة الفقراء... فما كان منه إلا أن أعاد الوضع إلى ما كان عليه.. ليواجه سعادته تحقيقأ.. ولعله طرد الآن من المهنة غير مأسوف عليه..

ولنترك أفريقيا السمراء ومن قبلها نيويورك ونزور غرفة العمليات في كلية طب إقليمية في بلادنا، وهناك يستقبلك فتوات الأطباء في واقعة فريدة من نوعها.. عندما اعتدى أستاذ في الكلية على زميل له أثناء إجرائه جراحة دقيقة لمريض .. وأصابه بمشرط الجراحة لإجباره على التنحي عن إجراء العملية ليقوم هو بها!

وبعيدا عن أمور الفتوات وسياسة العضلات ... فإن ما يغيظك أكثر "الفظاظة" والقسوة التي دفعت المجلس الطبي البريطاني إلى حرمان جراح بريطاني من ممارسة المهنة بعدما قال لمريضة : "إنك مصابة بالسرطان وأنا أعاني الربو... يجب علينا جميعأ أن نموت يومأ ما" واستهجنت وسائل الإعلام سلوك الدكتور د” مهند الفالوجي” ووصفته بأنه "إرهابي يرتدي معطفأ أبيض" والى جانب تحرشه بزميلاته وعبارات الغزل لمريضة صغيرة .. فقد اعتاد الفالوجي، إبلاغ المرضى أنهم مصابون بالسرطان بطريقة د«فظة ومتبلدة ووقحة ولا ترقى لمستوى مهني مسؤول ورأى المجلس تبريرا لحرمان الفالوجي من ممارسة المهنة : "إنه في ضوء سلوكه لا يمكن أن يستأنف ممارسة المهنة بطريقة آمنة » إذن علينا أن نواجه بصراحة حقيقة اقترنت بالآلاف من الأطباء الذين تدفع بهم مدارس الطب، وهي أن الإعداد السريع لطبيب اليوم قد أغفل أمورا جوهرية لم يكن يسمح قديما بالتنازل عنها.. وهي أهمية تلقين طبيب اليوم كيف يبذل النصح لمريضه وكيف يترفق به ويكتم سره .. كما أن عليه أن يتحلى بخوف من الله ووازع داخلي تميز بهما الأولون من ممارسي الطب ... وعليه أن يكون حكيما وتاجرا... فلا يحقق ربحأ لا يستحق... وأن يكون أولا وأخيرا إنسانا رحيمأ فيعلم أن الثناء على مريضه ومنحه الأمل جزء من العلاج.


د. سمير غويبه

نشرت بالمرأة اليوم

Comments


bottom of page