top of page

خطة وطنية عاجلة

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 18, 2019
  • 2 min read

ree

ظاهرة متزايدة يمكنك ملاحظتها بسهولة وهي قيام الجمهور بالتدخل في إسعاف وإنقاذ المرضى ونقلهم الى المستشفيات عند وقوع حوادث مرورية؛ لما يشكله ذلك من خطورة على المصابين وتهديدا على حياتهم في ظل جهل المتدخلين من الجمهور بمبادئ الإسعافات الأولية.

وأذكر هنا أن محاولات إسعاف وإنقاذ المصابين ممنوع قانونيا في بلاد كثيرة لما في ذلك من تهديد على حياة وسلامة المصاب!

وهو ما يجعلني أجزم بأن ذلك التحذير قد يرسخ مفهوم التقاعس والتراجع عن إنقاذ أناس في ظروف حرجة، في ظل غياب خطة وطنية لتدريب الناس على مهارات الإسعاف الأولي، وترفع درجة وعيهم بالإجراءات المنقذة للحياة ، وهي أمنية غالية ورغبة ملحة وخاصة أن التقاريرالمرورية قبل عدة سنوات تؤكد على أن 67% من المصابين في حوادث الطرق قد تم نقلهم بواسطة الجمهور إلى المستشفيات !

فإذا ما علمنا أن النقل الخاطئ يعد أهم أسباب الشلل الرباعي التي تستقبلها أقسام الطوارئ نتيجة إصابات العنق والعمود الفقري، عندئٍذ لا يجوز الصمت ، وعلينا التحرك بسرعة، بطرح الخطة والحملة الوطنية لتدريب الناس في كل الدولة ، إنطلاقاً من حقيقة محزنة وهي أن نحو ربع وفيات الطرق السريعة يمكن منعها ·· إذا ما قـدمت رعـاية فعالة للمصابين في مكان الحادث وأثناء الطريق الى المستشفى!

وخلال أبحاثي الطويلة في الطوارئ وحوادث الطرق، تأكدت بأن العرف السائد في بلادنا العربية هو أن مشكلة حوادث الطرق لا تخضع لحلول جذرية او دراسات تحليلية وافية ·· وقد تطفو على السطح بين الحين والآخر اذا ما لقي أحد الاشخاص المشهورين مصرعه نتيجة حادث طريق! أو ما حدث قبل أعوام قليلة عندما إنقلبت الدنيا وانخلعت القلوب وتسابقت سيارات الإسعاف لإنقاذ فنانة مشهورة بعدما لامست طائرة هليكوبيتر رأسها أثناء تصوير ما أسمته وكالات الأنباء بلا خجل "كليبها الجديد"!

هذا ما حدث مع احد المشهورين ·· ترى ما هو مصير المغمورين من الناس ؟

سمير غويبه

Comments


bottom of page