top of page

...بدلاً من البكاء

  • Writer: Dr. Samir Ghoweba
    Dr. Samir Ghoweba
  • Sep 2, 2019
  • 2 min read

ree

ليس إنصافاً لبحارنا وانهارنا " صاحبة الفضل علينا" أن نقف متفرجين، بينما تتوسع الصناعات والمزارع على شواطئنا ، ونخسر ذلك التنوع البيولوجي النادر في مياهنا!

وبعدما تصاعد الصيد الجائر، وارتفعت حالات نفوق الأسماك تحت وطأة التلوث البطيء المستتر وآخرها هذا حادث التلوث المروع في دلتا مصر الذي أدى إلى نفوق عشرات الأطنان من السمك، وينضب البحر والنهر ، الذي كان يوماً ما هو مصدر الرزق الوحيد!

فهل نكتفي بالمشاهدة، ونضع أيدينا على قلوبنا، توجساً من مخاطر المستقبل ونوقف العدوان!

وفي الخارج تستعمل الأسماك كدلالات حيوية أو قل ترمومترات لبيان التلوث، ونحن في المنطقة العربية لا نحتاج هذه الدلالات فكثير من بحيراتنا والتي كانت تمثل إرثاً للخير منحه الخالق لنا، تحتضر الآن، وانقرضت الأنواع الفاخرة وصارت تقذف سمكاً داكن الجلد، غائر العينين ، معدني المذاق، والمحصلة هي آلاف الضحايا بالفشل الكلوي؛ يهددون مراكز الغسيل بالعجز عند تقديم علاجهم بطريقة إنسانية ولائقة!

لم أجد بحثا جريئاً في مكتباتنا يتناول معدلات التلوث في أنسجة الأسماك، ورغم هذا، فالمؤكد أن الأسماك في الكثير من مدننا العربية تحتوي على نسب " أعلى من المسموح" من الرصاص، وتؤدي بتأثيرها التراكمي إلى مصير لا دفع له؛ يبدأ بالخمول-الذي صار شكوى عامة في زمننا- ويمر بالفشل الكلوي محطماً الجهاز العصبي ولينتهي بالوفاة! وخلاصة القول، وبدلاً من البكاء على اللبن المسكوب فنحن نناشد كل قارئ أو مسؤول: أن ننظر بعين الاهتمام لكل مظاهر العدوان على بيئتنا، أن نكبح جماح هذا التوسع العمراني المندفع نحو البحر والنهر بلا هوادة، والذي جلب معه التلوث مدمراً للحياة الفطرية بين جوانبه! أن نرشد هذا الصيد الجائر، الذي يهدد مستقبل هذه الثروة الغنية وأفقدها تنوعها وتوازنها! أن نوقف اغتيال بحارنا بتلك المبيدات المحرمة والهرمونات سيئة السمعة، والتي ترعى في بقاياها أسماكنا، فتحمل السرطان للإنسان، وحتي تفعيل كل هذه القوانين النائمة فهل علينا أن نحذر الأطفال والرجال والنساء من المقبلين على الزواج من تناول أسماك الكثير من البحار والبحيرات لارتفاع نسبة تلوثها بالكيماويات؟!

ولكن متي تنشط مباحثنا وتخبرنا عن الفاعل المجهول وراء كل مظاهر العدوان علي بيئتنا ويقدم للمحاكمة! وهل يصدر قرار شجاع على غرار قرار المحميات يحرم الصيد من تلك المواقع المحتضرة في بحارنا، والتي تحمل الموت بعد ثبوت تلوثها المخيف، أليس الإنسان المصري أجدر بالحماية من تلك المحميات!


سمير غويبه

Comments


bottom of page