النظرة الوردية
- Dr. Samir Ghoweba

- Jul 25, 2020
- 1 min read
قبل أيام أحبطت إمرأة عجوز في ال 80 من عمرها عملية سطو على منزلها في ولاية ميتشجان، قبضت على قدم اللص وسحبت جسمه فوقع على الأرض! ..
وتوجت جدة لخمسة أولاد في السادسة والستين كواحدة من أقوى نساء العالم، بعدما سجلت رقماً عالمياً قياسياً في " رفع الأثقال الثابتة" في فئة عمرها ووزنها! ، واستطاع عجوز بريطاني في السبعين من عمره الدفاع عن نفسه في مواجهة لصوص حاولوا السطو على أمواله في وقت متأخر من الليل في ألمانيا بفضل فنون القتال التي تعلمها أثناء الخدمة العسكرية، وهرب اللصوص، ولم يصب العجوز سوى بسجحات خفيفة!.
ولا تتسع السطور لسرد ما يحققه كبار السن من نجاحات تقهر كل حدود العمر، وهو ما يدفعني للتساؤل لماذا نفتقد في بلادنا هذه "النظرة الوردية" نحو هذه المرحلة السنية، ولماذا ألصقنا بها ظالمين العجز والمرض وانعدام الحيلة والإحباط؟!
كثير منا لا يدركون أنها المرحلة الذهبية من العمر!.. لماذا لا نحتملهم ونعتبرهم عبئاً لا يحتمل؟ وهي رؤية عديمة الرحمة، بل يرى الكثير من علماء الاجتماع أن إنشاء دور العجزة والمسنين يعد قبولاً لفكرة أن الكبار هم فعلاً عبء!... والأطباء يرسخون هذه الفكرة كذلك بأن كبارنا هم مرضى ولذا فهم يستحقون الشفقة، على الرغم من عدم وجود أي إجماع على أن المسن يتعرض للتدهور بالصورة التي نسمع عنها، وأن ذكاء المسن أو حكمته أو تقديره للأمور تتعرض للتدهور كما يعتقد الكثيرون منا!
والمسن في بلادنا مكتئب وحزين يقتل الوقت في ندب حظه، أو على المقهى مع زملائه في المعاش لأننا ارتضينا له ذلك المصير!
ليتنا ندرك أن المسن السعيد هو من يملأ وقته بعمل مفيد بعد تقاعده، وسوف تتغير حياته المتأخرة بأعمال جليلة بدلاً من التأفف والضجر والكآبة، فقط علينا أن نساعدهم ليعيدوا اكتشاف أنفسهم، وهو أقل واجب نحوهم...





Comments