أم الجرائم الغذائية
- Dr. Samir Ghoweba

- Sep 2, 2019
- 2 min read

سيطر الهلع على الناس بعد أن ضبطت الشرطة في مدينة عربية مادة يتم استيرادها عن طريق شركة كيماويات وبتصريح من وزارة الصحة في أحد محال الفول.. هذه المادة اسمها التيرلون ويتم استخدامها في إذابة الأملاح المترسبة في الغلايات داخل المصانع كما تستخدم في صناعة المنظفات ، ولم تكتف شركة الكيماويات باستخدام هذه المادة الخطيرة في المصانع .. بل قامت ببيعها في السوق واشتراها بعض تجار الفول المدمس الذين استخدموها لتسريع عملية إنضاج الفول على النار. وخطورة هذه الواقعة تكمن في أن هذه المادة التي اقتحمت الوجبة الشعبية الأولى التي يتناولها ملايين المواطنين ، كما يقول البعض، أنها تسبب الفشل الكلوي والسرطان؛ مما أعاد للأذهان جرائم تجار الموت في دول العالم الثالث المنكوبة ، الذين لم يكتفوا بما قدموه لشعوبهم من لحوم فاسدة أو مصنعة للكلاب والطيور الجارحة .. بل عمدوا إلى جلب السموم المدمرة للأجيال بين الحين والآخر، وتفاقمت حيرة الناس، إلا أنهم سرعان ما استعادوا هدوءهم بعدما دافع المسئولون مدعين أن هذه المادة المضافة إلى الفول هي مادة مستأنسة بدليل استخدامها لمنع تجلط الدم ودواء لبعض أمراض القلب .. واذا استخدمت بكميات معينة يمكن أن تحفظ بعض الأغذية وتحافظ على لون البقوليات .. ومنها طبعا اللون الذهبي للفول المتوج على موائدنا، أما التصريحات التي شكلت طعنة نكراء لكل عشاق "الأقراص الذهبية" الحبيبة، أقصد الطعمية أو الفلافل .. فهي ما أعلنه مسئول مسمى رفيعا" محذرأ الناس من تناول الأغذية المقلية كالبطاطس والطعمية فانزعج الناس مرة أخرى واعتبروا تلك التصريحات مساسا بأكثر الأطعمة شعبية واستهلاكا.. بعدما حثهم المسئول الرفيع على هجر أقراصهم المفضلة من الفلافل .. والهرولة سريعا نحو المسلوق . وهذه التحذيرات مصدرها بالطبع تلك البيانات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية والتي تدين المواد السامة المنطلقة عند درجة غليان أكثر من 120 درجة داخل أفران الأطعمة المقلية ... وهي مواد لا يوجد جزم حتى الآن بمنع تداولها.. ويبدو أن سبب التأخر في الإعلان عن ذلك هو تلك الحرب الدائرة المكتومة بين شركات الأغذية السريعة الطهو مثل "ماكدونالد" والهيئات الصحية العالمية .. إذ إن أي تجريم للبطاطس المقرمشة وغيرها سوف يعطهم مناعة عالمية تدار بمليارات الدولارات ... أي أنه خراب بيوت مستعجل وواسع المدى) وحتى لو لم تحسم قضية اتهام هذه الأغذية عالميا.. فإنه من الصعب الالتفاف حول حقائق علمية تدين الوجبات السريعة ومسؤوليتها عن ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون على مستوى العالم .. فالعلاقة شبه مؤكدة بين استخدام الزيت المقلي عدة مرات واحتوائه على مادة الهيدروكربون المسببة للسرطان ... وهي مادة تنطلق أيضا من شي اللحم المحتوي على دهون على الفحم.
أما "أم الجراثم الغذائية" فقد تجسدت مؤخرا في انتشار استخدام زيت غير صالح للاستهلاك الآدمي في كثير من محال الأغذية في مناطق شعبية في القاهرة.. وقد تبين مصدره بعدما ضبطت أجهزة الرقابة 130 طنأ من زيت الطعام تم تجميعها من "مرتجعات" الزيت الناتجة عن مخلفات المطاعم ومصانع الزيت والشيبس والمقرمشات وذلك بهدف تكريرها مرة أخرى وإعادة تعبئتها في زجاجات وبراميل وطرحها في الأسواق تعت علامات تجارية مزيفة .
وهذا ما يدفعني عزيزي القارئ إلى تذكيرك بخطورة الزيت المستخدم في قلي الفلافل لفترات طويلة .. مما يسبب "تعقيده " كيماويا وبالتالي يحتاج فكه في أجسادنا إلى مجهود كبير من الكبد... أما الجانب الأخطر فهو انطلاق جزيئات حرة من الزيت المغلي بشدة وتكرر.. وهي جزيئات هائمة وضائعة تضرب الخلايا وتسرطنها.. ولا تحترم أي معدة على الأرض حتى لو كانت معدة من النوع الذي "يطحن الزلط"!!
سمير غويبه نشرت بالمرأة اليوم






Comments