بدور
- Dr. Samir Ghoweba

- Sep 2, 2019
- 2 min read

قبل سنوات إغتال الختان الطفلة" بدور" فثار الجدل مرة أخرى حوله، ولأول مرة أعلن المفتي وبقية العلماء بشكل صريح أن ختان الأنثى حرام، وضرر وتغيير لخلق الله.
وأذكر في إحدى المرات وأثناء عملي بالريف، أن حملت إلي أسرة بالقرية فتاة لم تتعد التاسعة، في حالة سيئة وإعياء واضح وألم شديد، وكان السبب نزيفا شديدا بعد عملية ختان بواسطة قابلة القرية والتي أتت بصحبة الفتاة في عيادتي، كانت القابلة العجوز في حالة يرثى لها من الارتباك والخوف، ارتجلت معها بعض الكلمات غير المفهومة تحاول أن تدفع بها نظرات التوعد التي انبعثت من قريبات الطفلة. وأعانني الله وتوقف النزيف، واستعادت الفتاة هدوءها ولونها وانصرف الجميع. وختان الفتاة عادة قديمة قدم الفراعنة مازالت باقية ولم تختف بعد رغم كل تبعاتها، والذين يدافعون عن ختان المرأة يدعون أنها تحمي البنات ونسوا أن هناك أسسا تربوية تحمي الفتاة من الانحراف، وأن ما يفشل فيه الوازع الديني أو القيم الأسرية لا تضمنه مشارط الجراحة!
وقد نسي هؤلاء أن الجور في الطهارة قد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما أثبته الطب الحديث في مسؤولية الختان في الإضرار بالمرأة، وقد يحطمها ويزيد متاعبها، وهو يمارس بالسودان والصومال، وعلي نطاق واسع في جنوب مصر، بل إن حدادا في السنغال أقدم وحده على ختان 120 طفلة بسكين من صنع محلي وعلى أصوات قرع الطبول ! وقيام القابلة بهذا العمل يعرض الفتاة إلى تلوث الجروح نتيجة للطريقة البدائية باستخدام أدوات غير معقمة، كما أن الألم في تلك العمليات لا يحتمل، ومضاعفات التلوث بالميكروبات، وقد تؤثر على مستقبل الفتاة والنتيجة في المستقبل هي العقم.
وهذا التشويه الجائر لفطرة الله هو وراء حالات كثيرة من الطلاق إذا علمنا أن أهم أسباب الطلاق هو فشل العلاقة الجنسية بين الطرفين! إن ختان الأنثى في بلادنا هو ضرب من التشويه والتغيير الجائر بل مشكلة اجتماعية ثقافية لها عواقب صحية نأمل أن تختفي.
سمير غويبه






Comments